Hits: 1246

 

متى يعود الله عن غضبه - بقلم ليث مقادسي

 


يتناسى الكثيرون ان الله يغضب، كونهم قد كونوا عنه فكرة واحدة وهو "غفور رحيم" هذه الفكرة صحيحة ولكنها ليست كاملة كون الله ديان وعادل أيضا، وهذه الصفة تنبع من قداسته كونه قدوس ولا يسمح للشر بالتفشي، ولكن متى يعاقب الرب؟ حينما يتفشى النفاق، تعظم المستكبرين تجبر العتاة والزنى الروحي، ولكنك قد تتسائل ما معنى الزنى الروحي؟

الزنى كمفهوم هو خيانة العهد، فالإنسان الذي يتعبد لله ولكن قلبه متعلق بامور ارضية كالمال وتعظم المعيشة ويشعر بالاطمئنان بها فهو زان روحيا، كونه لم يثبت قلبه نحو الله وينشئ علاقة حميمة معه ويبادله المحبة، بعض الاشخاص لديهم علاقات مع ارواح الشر فنلاحظ ثقتهم تامة بالسحر والشعوذة حتى وان كانت لإزالة سحر عنهم، فكل تواصل مع ارواح الشر هو خيانه لعلاقتنا مع الرب.

الشعب القديم كانوا يذهبون للمعابد ويقدمون الصلوات والتقدمات للرب ولكنهم في نفس الوقت كانوا يبخرون للبعل اي الشيطان لتفادي شروره، فقال الرب عن هؤلاء في سفر ارميا الإصحاح السابع:
اتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذبا وتبخرون للبعل وتسيرون وراء الهة اخرى لم تعرفوها 10 ثم تاتون وتقفون امامي في هذا البيت الذي دعي باسمي عليه وتقولون قد انقذنا.حتى تعملوا كل هذه الرجاسات. 11 هل صار هذا البيت الذي دعي باسمي عليه مغارة لصوص في اعينكم.هانذا ايضا قد رايت يقول الرب

أليس هذا الحال متفشي في أيامنا هذه؟ اي حال فقدان النزاهة، الكثير لهم صورة التقوى ولكن ثمارهم شريرة بل ولم يفكروا بتطهير ذواتهم من الخطيئة قبيل الدخول لبيت الرب، من هنا يسمي الله مثل هؤلاء باللصوص، ومعروف ان اللص يكون ملاحق دوما من الشرطة لغرض محاكمته.

تخيل هناك أمة بات اغلب سكانها يسلكون كاللصوص بعيون الرب، فما الذي نتوقعه؟ نتوقع العدل لان القلة الأمينة لن تستطيع العيش وسط هؤلاء الذئاب، من هنا يقول الرب في سفر اشعياء الإصحاح الثالث عشر "رب الجنود يعرض جيش الحرب. 5 ياتون من ارض بعيدة من اقصى السموات الرب وادوات سخطه ليخرب كل الارض. في العهد القديم تمت هذه النبؤات واهلك الرب مثلا ارض سدوم وعمورة.

اما في نهاية العالم فان السيد المسيح سيأتي ليدين حيث يصف لنا الكتاب المقدس الموقف بانه سيكون رهيبا، قبل ايّام تم تداول لقطات تلفزيونية تم تصويرها اثناء الاعاصير المدمرة والإنسان حينما يرى هذه اللقطات يدرك مدى هشاشة هذا العالم وما الذي ممكن ان يحصل حينما سيأتي ذلك اليوم الرهيب.

في ايّام النبي موسى وقبيل خروج الشعب العبراني من مصر، قام الله بضرب أبكار مصر كدينونة لفرعون الذي قتل أبكار المصريين ولأسباب اخرى، المميز بهذه الضربة ان الذي يرش الدم على العتبة العليا والقائمتين في بيته يعبر عنه المُهلك اي ينجوا من ذلك العقاب، من الذي عرف بهذه التفاصيل؟ الاشخاص الذين لديهم علاقة وثيقة مع الرب ويتواصلون معه بشكل يومي اي الشعب العبراني من خلال موسى النبي.

في هذا اليوم يمكن لكل إنسان ان ينجوا من غضب الله الآتي لا محالة ان استمع لكلام الانجيل واحتمى بدم الكفارة، ولكنك قد تتسائل، هل اذهب واذبح خروفا او بقرة ودمها المسفوك سينجيني؟ الجواب كلا لأنني قلت بأنه يجب توفير علاقة وثيقة مع الله وسؤاله عن الذبيح المقبول في هذا العهد، كون الذبائح الحيوانية لم تعد لها فاعلية بعد مجئ السيد المسيح.

لنستمع للذي قاله السيد المسيح عن علامات مجيئه:

انظروا لا يضلكم احد. 5 فان كثيرين سياتون باسمي قائلين: انا هو المسيح ويضلون كثيرين. 6وسوف تسمعون بحروب واخبار حروب. انظروا لا ترتاعوا. لانه لا بد ان تكون هذه كلها. ولكن ليس المنتهى بعد. 7 لانه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات واوبئة وزلازل في اماكن. 8 ولكن هذه كلها مبتدا الاوجاع. 9 حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي. 10وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا. 11 ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين. 12 ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين. 13 ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص. 14 ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم ياتي المنتهى.

فمتى نظرتم «رجسة الخراب» التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس - ليفهم القارئ - 16 فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال 17 والذي على السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا 18 والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه. 19وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام! 20 وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت 21 لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان ولن يكون. 22 ولو لم تقصر تلك الايام لم يخلص جسد. ولكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام. 23حينئذ ان قال لكم احد: هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدقوا. 24لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون ايات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا. 25 ها انا قد سبقت واخبرتكم. 26 فان قالوا لكم: ها هو في البرية فلا تخرجوا! ها هو في المخادع فلا تصدقوا! 27 لانه كما ان البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان. 28 لانه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور.

29 «وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع. 30وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. 31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها. 32 فمن شجرة التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب. 33 هكذا انتم ايضا متى رايتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب. 34 الحق اقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. 35 السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. 36 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السماوات الا ابي وحده. 37 وكما كانت ايام نوح كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان. 38 لانه كما كانوا في الايام التي قبل الطوفان ياكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك 39 ولم يعلموا حتى جاء الطوفان واخذ الجميع كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان. 40 حينئذ يكون اثنان في الحقل يؤخذ الواحد ويترك الاخر. 41 اثنتان تطحنان على الرحى تؤخذ الواحدة وتترك الاخرى.

اسهروا اذا لانكم لا تعلمون في اية ساعة ياتي ربكم. 43واعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في اي هزيع ياتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب. 44 لذلك كونوا انتم ايضا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون ياتي ابن الانسان. 45 فمن هو العبد الامين الحكيم الذي اقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه؟ 46 طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا! 47 الحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله. 48 ولكن ان قال ذلك العبد الردي في قلبه: سيدي يبطئ قدومه. 49 فيبتدئ يضرب العبيد رفقاءه وياكل ويشرب مع السكارى. 50 ياتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها 51 فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان». متى 24: 4-51

السيد المسيح يوصي بالاستعداد، كيف تكون مستعدا عزيزي المستمع؟ سأقوم بسرد بعض النقاط التي يمكنك الاستفادة منها لكي تنجوا ويعبر عنك غضب الله:

١- مجئ الرب سيكون مفاجئ، هذا الخبر يجب ان يولد لدي الرغبة بالبحث عن السيد المسيح وإنشاء علاقة شخصية معه بأسرع وقت كونه حي وقادر ان يتواصل معي، وبعد ان أنشئ تلك العلاقة يجب ان أكرس المتبقي من حياتي لإتمام مشيئته.

٢- كونه أشار لاختبار النبي نوح فيجب علي الذهاب وقراءة هذه القصة في الانجيل المقدس وطلب الاستنارة من روح الله القدوس وانا اقرأ لغرض الحصول على اعلان الهي لحياتي.

٣- الرب أشار في حديثه بان السماء والارض تزولان ولكن كلامه لا يزول اي ان كلامه يجب ان يتم كما انه لا يمكن تحريفه لذلك عليك بالذهاب فورا وبلا تردد والبدء بالقراءة الممنهجة للكتاب المقدس وطرح وساوس ابليس جانبا ليكون هو غذائك الروحي الوحيد.

٤- يرى الكثير من الخبراء ان العلامات التي تحدث عنها السيد المسيح تحصل الان بالفعل وهذا يعني ان مجيئه بات على الأبواب، هذا الخبر يحتم علينا إيجاد الهمة العالية والصدق مع الذات والتفكير بابديتنا وابدية عوائلنا كون نوح استطاع في القدم من إنقاذ نفسه وعائلته حينما سار مع الله بعلاقة شخصية حميمة بينما باقي العالم هلك.

إذًا لنسهر لا بالمفهوم الجسدي الظاهر وإنما بالقلب والحياة الداخليّة خلال انتظار مجيئه. فالقلب الساهر يكون كالعروس المشتاقة إلى عريسها، يأتيها السيِّد، فتفرح وتتهلّل، أمّا القلب المتهاون والنائم يأتيها يوم الرب كلصٍ يسطو على البيت. القلب اليقظ يفرح ويُسر كلما اقتربت الساعة، أمّا القلب الخامل فيُفاجأ به ليحزن ويخسر كل ما كان يظن أنه يملكه!

اصلي ان تكونوا ضمن الساهرين روحيا والرب يبارككم

هل لديك استفسار؟ اكتب لنا رايك على من خلال This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.">This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.