أن كان الله معنا فمن علينا ؟

Hits: 1342

أن كان الله معنا فمن علينا ؟ - بقلم ليث مقادسي

 

معية الرب امتياز عظيم, ولكن السؤال ماذا تعني معية الرب او ماذا يعني ان يكون الله معي؟

أساس العلاقة مع الله هي العهد اذ يجب ان اقرأ تفاصيل عهدي مع الله الوارد في الكتاب المقدس ومن ثم قبوله ليتم بعد ذلك تطبيقه.

يشير الكتاب المقدس الى ان العهد الجديد سيكون مميز عن العهد القديم الذي كان حضور الله فيه محدد في مكان واحد وهو تابوت العهد اي هو حضور على مستوى الجماعة وليس بشكل فردي وكانت روح الرب تسكب على أشخاص محددين بشكل دقيق لاداء مهام معينة تخدم ارادة الرب, اما العهد الجديد فيقول الرب عنه "بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. ارميا 31: 33.

كان العهد القديم يقرأ على الجماعة ومن ثم يعلن الجميع موافقتهم عليه كي يكون التزام منهم امام الرب للسير فيه ومن ثم نوال البركات وتحمل العقوبات في حال الاخلال ببنوده, لذلك فالذي يسير وفق ما جاء بالعهد بامانة وتدقيق يستطيع القول بانه يتمتع بمعية الله, وهذا ليس بموقف او اثنين بل هو نسق حياة كامل.

عندما نسير مع الله ونكون له ابناء حقيقيين فان ضله يخيم علينا وتصبح بركته طاردة لاي شرور, نقرأ في الكتاب المقدس واحدة من اروع القصص وهي عن شخص عراف يدعى بلعام بن بعور وردت قصته في سفر العدد ابتداءا من الاصحاح 22-24 حيث جوهر هذه القصة يتمحور بالنقاط التالية:

الاحتماء بالرب يجعلني بعيدا عن الشرور: حاول الملك بالاق ان يصنع شرا بشعب اسرائيل وهم في البرية بان يجلب شخص عراف ليلعنهم وبالتالي يكفون عن الزحف وتملك الارض التي وعد بها الرب لشعبه.

الرب يتدخل ويصنع عجائب وانا مطمئن: كما يفعل الاب الحنون مع اولاده حين يكون هناك خطرا اذ يقوم باللازم دون ان يقلق راحتهم, اذ ان تدخل الرب بين بالاق وبلعام لم يدرء الخطر عنهم فحسب بل حول اللعنه الى بركة.

كوننا بمعية الرب فانه لا ينظر لخطايانا: الرب وهو يوحي الى بلعام يقول" لم يبصر اثما في يعقوب.ولا راى تعبا في اسرائيل.الرب الهه معه.وهتاف ملك فيه . عدد 23: 21."

فهو لم ينظر لخطايا بني اسرائيل ما داموا سائرين معه وهم على طريق النمو الروحي فهو قادر دوما على تنقيتهم لاتمام مشيئته.

دعوة للتأمل:

يدعونا الرب يسوع للتأمل في طيور السماء ان كانت تزرع او تحصد او تجمع الى مخازن؟ هذه الدعوة للتأمل بعمق اتكالي على الرب فأن دخلت الى عمق تفكير الطيور فهل هي قلقة من الغد؟ الجواب كلا لانها تنام مطمئنة وتتكاثر بل وتزقزق فرحة وترقص في بعض الاحيان وهي لا تعلم ان كان هناك طعام لليوم التالي ام لا؟ وعلى الرغم من كل هذه الشواهد التي خلقها الله لتبكتنا الا اننا نجد الكثيرين قلقين من الغد ويحاولون جمع اكبر كمية من المال لتعينهم في اليوم الاسود, ولكن نسوا قول الرب " لكن اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد.لان الغد يهتم بما لنفسه.يكفي اليوم شره" متى 6: 33-34

 

أخيرا اقول بان طلب ملكوت السماء والسير مع الرب محفوف بالكثير من محاربات ابليس لانه لن يكون سعيدا وانت على مملكته بان تتحرك وفق الارادة الالهية لذلك علينا التشبث بسلاح الروح وهو الكلمة الممزروجة بالصلاة والصوم.