يوحنا قد قام من الاموات

 فسمع هيرودس رئيس الربع بجميع ما كان منه وارتاب لان قوما كانوا يقولون: «ان يوحنا قد قام من الاموات». وقوما: «ان ايليا ظهر». واخرين: «ان نبيا من القدماء قام». فقال هيرودس: «يوحنا انا قطعت راسه. فمن هو هذا الذي اسمع عنه مثل هذا!» وكان يطلب ان يراه. لوقا 9: 7-9

 

هو يوحنا المعمدان قد قام من الأموات= رغم أن يوحنا المعمدان لم يعمل معجزات (يو41:10)، والمسيح كان صانع للمعجزات، إلاّ أن تصور هيرودس أن المسيح هو يوحنا المعمدان وقد قام من الأموات، ما كان سوى إحساسًا بالإثم وعذابًا للضمير. فالشرير يهرب ولا طارد (أم 1:28) (وهذا نفس ما حدث مع قايين). وهكذا تنتهي اللذة العابرة بعذاب مستمر وألم دائم. ولاحظ تدرج الشر في حياة هيرودس 1) فهو أولًا قد إغتصب زوجة أخيه الحيّ. 2) قتل يوحنا المعمدان. ولاحظ أن مؤامرة القتل قد تم تدبيرها وقت الاستمتاع الوقتي بالخطية. ولقد قتل هيرودس المعمدان ليكتم صوت الحق الذي كان يعذبه، لكن الخوف لم يفارقه، صار بلا سلام، فالخطية تفقد الإنسان سلامه الداخلي، وتفقده أبديته. أمّا الالتزام بالحق فهو وإن كان ثمنه الاستشهاد لكن لن يفقد المؤمن سلامه على الأرض، وتكون له حياة أبدية. أين هيرودس الآن وأين يوحنا المعمدان؟!