مار افرآم وأقوال القديس غريغوريوس أسقف نيصص

كان مار افرآم لا يسر بمدائح، كان ذلك زيادة في فضله وتصنيفا لفضيلته.

* كيف لا تقبل الكنيسة ذكر مثله بسرور، وهو ذاك الإنسان الذي أفواه جماعة النصارى لا تشبع من ذكره والثناء عليه.

* هذا افرآم السرياني فإني لا أستحي من ذكر جنسه، إذا كنت أتجمل بأخلاقه.

* افرآم هو نهر فرات معقول منه يشرب جميع المؤمنين.

* أبانا هذا، ومعلم المسكونة، افرآم.

* ما كان افرآم يخلو له وقت، من هطل الدموع، لا في ليل ولا في نهار، ولا في ساعة ولا في لحظة، ولا أبصرت عيناه قط ناشفة، بل كان يبكى دفعة جهرًا ودفعة سرًا.

* كان (افرآم) منقادًا إلى أوامر الله في كل معنى، وانقيادا لا يساوى فيه غيره، فمن ههنا لما أمرِ أن يترك وطنه، مثلما أمرِ إبراهيم أب الآباء، أجاب إلى ذلك وقصد مدينة الرها.

* كان افرآم يتناول من الطعام مقدار الكفاف لحفظ الحياة لئلا ينقلب نظام الطبيعة بالكلية فيرد على الجسم الانحلال.

* كان افرآم يستعمل من الطعام ما ليس فيه لذة، ويمزج كأسه بالبكاء.

* مار افرآم سكن البرية مثل المعمدان وصارت عليه كلمة الله، فكان مناديًا بالتوبة. تعلم القادمين إليه أن يعترفوا بخطاياهم.

* لقد انصرف (افرآم) إلى ميناء الملكوت الدهري، الذي لا موت فيه ولا اضطراب وأحصى مع القديسين الذين كانوا منذ الدهر..

* هذا لك منا، يا أفضل الآباء. ويا معلم المسكونة، قد جسر اللسان أن يهديه هديه لا تفي بالاستحقاق.

* وإن كان قولي هذا جسارة، إلا أنك كما هربت من المديح في حياتك كذلك حملك التواضع بعد انتقالك على أن تفوق من يقصد مديحك.

* وأنت يا افرآم مع ذلك، في وقوفك على المذبح الإلهي وخدمتك الثالوث المقدس المحيي مع الملائكة تذكر جماعتنا وتسأل الصفح عن خطايانا ووصولنا إلى نعيم الملكوت الدهري بيسوع المسيح ربنا الذي له المجد مع أبيه الذي لا ابتداء له، والروح القدس المحيي الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين