عبرانيين 3-10

"لِذلِكَ مَقَتُّ ذلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ: إِنَّهُمْ دَائِمًا يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي."

يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ = أي يُخدَعون بإرادتهم بقلوبهم. فالشر والخير أمام الإنسان وهو بحريته ينحاز لأي منهم وإذا إنحاز القلب لعمل الخير يرتاح الضمير. وإن اختار الشر إشتكى الضمير وإحتج وتألم. ولاحظ قول إرمياء النبي أن "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس" (إر17: 9). القلب هنا يمثل شهوات وضعف الإنسان، وفي مقابل هذا هناك الضمير. فالضمير هو مرآة صوت الله في قلب الإنسان، ويظل الضمير معذباً إلى أن تسعفه أعمال الإيمان وغسل وتطهير الضمير بروح الله ودم المسيح الذي يطهر الضمائر من الأعمال الميتة (عب9: 14) ويعيد إليه فرحته وراحته. وعلامة رضى الله أن الإنسان يطلب التوبة في قلبه، وعلامة غضب الله أن الإنسان يهرب من التوبة ولا يسعى للمغفرة ويكره الاعتراف بالخطية.

لم يعرفوا سبلى = الله عمل معهم أعمال خَيِّرَة ومعجزات باهرة، وأنذرهم وأدبهم حين أخطأوا. ولكنهم لم يفهموا ولم يروا يد الله لأن قلوبهم كانت منشغلة بشرورهم لذلك يقول: "لا تقسوا قلوبكم" فالخطية تقسى القلب وتغلق الأذن والعين فلا نتعرف على أعمال الله. والله يعطى الإنسان بحسب اشتياقه فمن يطلب الأذن المفتوحة يعطيه الله أذنًا مفتوحة ويسكب من روحه في قلبه ويكشف له أسرار حكمته ونعمته.

 

المصدر: موقع الانبا تكلا