عبرانيين 11: 8-10

بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. 9بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. 10لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ."

إبراهيم: عظمة إيمان إبراهيم ظهرت أولًا في أنه ترك الملموسات والمنظورات في ثقة في وعود الله عن أرض لم تكن ملموسة ولا منظورة واعتبرها كأنها موجودة، فهل هو رأى خيرات كنعان ليترك أهله وعشيرته، بل هو آمن بمن يحيي من الموت وقدم ابنه فهو أحب الله أكثر من وحيده. ونحن أخذنا مواعيد فهل نخرج من أرض الخطية، بل إبراهيم حين خرج لم يكن يعلم أنه سيرث أرض كنعان = فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي.

كأنها غريبة = هذه تفهم أن إبراهيم عاش في كنعان التي وعده بها الله على أنه غريب حتى أنه اشترى قبر زوجته. ولكن تفهم أيضًا في عظمة إيمانه اعتبر أرض العالم أيًا كانت أرض غربة، هو مستعد للرحيل دائمًا، فهو اعتبر أن وعد الله هو راحته وغناه، وهذا الكلام موجه للعبرانيين المتضجرين من الاضطهاد وموجه لنا أيضًا.

المدينة التي لها الأساسات = لقد امتد بصر إبراهيم لما فوق الأرض، لما هو غير منظور، حقًا سيرث أولاده هذه الأرض التي يراها وهي أرض كنعان. ولكن نظره امتد لأورشليم السماوية. لقد وعده الله ببركة (تك15: 1) وعرف أنها سماوية. لقد قدم كل أب من الآباء جانبًا من جوانب الإيمان:-

هابيل: قدم الجانب الإلهي وهو تقديم الذبيحة المقدسة التي بها يتبرر.

أخنوخ : كشف عن طبيعة الكنيسة المؤمنة ألا وهو الجانب السماوي. أي تحيا سماوية.

نوح: أعلن أنه لا خلاص خارج الكنيسة المقدسة. (ومثالها الفلك).

إبراهيم: قدم الجانب العملي للإيمان وهو الطاعة لله.

 

 المصدر: موقع الانبا تكلا