عبرانيين 13: 11

فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ الْخَطِيَّةِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ

والدليل على أن كهنة الناموس اليهودي ليس لهم سلطان على أن يأكلوا من هذه الذبيحة الإفخارستية أنهم ما كانوا يأكلون من ذبيحة يوم الكفارة، هذه التي يدخل بدمها عن الخطية بيد رئيس الكهنة وتحرق أجسامها خارج المحلة (لا16: 27) وكان رئيس الكهنة يوم الكفارة يأخذ من دم هذه الذبيحة ويدخل به للأقداس أما الذبيحة نفسها فلا يأكل منها بل تحرق أجسامها خارج المحلة بحسب الناموس وذبيحة الكفارة هذه هي التي تشير لذبيحة الصليب وبالتالي للإفخارستيا امتداد ذبيحة الصليب. فلا سلطان لهم أن يأكلوا منها بحسب ناموسهم.

لاحظ أن شريعة ذبيحة الخطية " الكاهن الذي يعملها للخطية يأكلها " (لا6: 26)، وذلك لأن الكاهن هنا بكهنوته يمثل المسيح رئيس كهنتنا الذي حمل خطيتنا ومات بها فأماتها، وكرمز لذلك يأكل الكاهن من لحم ذبيحة الخطية، وكأنه بأكله من الذبيحة التي حملت خطية الخاطئ قد شفع في الخاطئ وابتلع خطيته، فاختفت إلى غير رجعة، فيذهب الخاطئ مقدم الذبيحة إلى بيته هادئ البال إذ غفرت خطيته. وهذا الطقس يشرح معنى شفاعة المسيح الكفارية في الخطاة، وهنا فالله يشرح المعنى لشعبه عن طريق الكاهن وكأن الكاهن يشفع في الخاطئ فترفع خطيته.

ولكن لو أخطأ رئيس الكهنة نفسه، كان لا يأكل من لحم ذبيحة الخطية، بل تحرق كلها

بالنار، فكيف يشفع في نفسه وهو نفسه خاطئ. لكن كان يدخل بدم الذبيحة إلى خيمة الاجتماع وينضح من الدم طالبا الغفران من الله (لا4: 5 – 7). وراجع (لا10: 18-20) لترى كيف فهم هرون هذا الطقس.

وبنفس الطريقة نجد أنه لو أخطأت كل الجماعة كان رئيس الكهنة يفعل نفس الشيء ويحرق كل الذبيحة، وكأنه هو المسئول، فكيف يشفع في الشعب وهو المسئول عن فساد الشعب.

وقد لخص بولس الرسول هذا الطقس فقال " فإن الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ الْخَطِيَّةِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ " (عب13: 11). فهنا نجد رئيس الكهنة اليهودي غير قادر على أن يشفع في نفسه أو في شعبه إذ أنه هو نفسه خاطئ، فلا يأكل من لحم الذبيحة بل يحرقه. ويذهب بدم الذبيحة إلى داخل الخيمة طالبا الغفران من الله لنفسه وعن الشعب.

أما المسيح الذي بلا خطية وحده فلقد قدم نفسه كرئيس كهنتنا، وأكلته نيران العدالة الإلهية، بل قل نيران المحبة الإلهية ليرفع خطايانا ويدخل بدمه إلى الأقداس السمائية لا ليطلب غفرانا لنفسه بل ليشفع فينا شفاعة أبدية " وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديا " (عب9: 12).

 المصدر: موقع الانبا تكلا