تكوين 1: 1

في البدء خلق الله السماوات والأرض.

 في البدء:

هي كلمة تشير لمعنيان:

  1. تشير للوقت الذي بدأ الله فيه خلقة الأشياء، أي حينما بدأت تدور عقارب ساعة الزمان فالله أزلي أبدي، غير زمني. ولكن الخليقة زمنية، تُقاس بالزمن، فحينما بدأت الخليقة بدأ معها الزمان.وكلمة في البدء تعنى الحركة الأولى للخلقة وبداية الزمن. الله الابن يقول عن نفسه "أنا الأول والآخِر" وهذه تعنى الأزلي الذي بلا بداية والأبدي الذي بلا نهاية. والأزلي والأبدي صفتان لله يقال عنهما السرمدي. والله الابن هو خالق كل شيء "به كان كل شيء" (يو1 : 3). وحين بدأ الابن الكلمة أن يخلق في الزمن، قال عن نفسه "أنا البداية والنهاية". والله خلق الكل لمجد اسمه فكان البداية (إش43 : 7). ولما تشوهت الخليقة بالخطية، تجسد الابن ليعيد القصد الإلهي ويتمجد الله فصار الابن هو النهاية.

خلق:

هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم. وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن إلههم الواحد هو خالق السموات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات (الملائكة أو الشمس أو النار..) وهي تعنى أن العالم مخلوق وليس أزلي وهذا ثابت علميًا الآن:-

  1. قانون اضمحلال الطاقة:فالشمس تزداد فيها البقع المظلمة حسب قانون.
  2. العناصر المشعة: تفقد إشعاعيتها مع الوقت ثم تتحول إلى رصاص.
  3. استمرار تغير الكون.

فلو كان العالم أزلي لكانت الشمس قد انتهت والعناصر المشعة كلها تحولت لرصاص ولأخذ العالم شكل ثابت لا يتغير.

وكلمة خلق بالعبرية كما بالعربية برأ ومنها خالق = باري، وخليقة = بَرِيَّة وهي تعنى إيجاد الشيء من العدم، وهي غير كلمة بَرِّيَة وتعنى صحراء. والله خلق من عدم كل شيء في اليوم الأول ثم بدأ عبر الأيام الستة يستعمل ما خلقه في أن يصنع كل شيء مما خلقه من العدم والكلمة جاءت هنا بصيغة المفرد.

 المصدر: موقع الانبا تكلا