كولوسي 2: 8-10

 انظروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم وليس حسب المسيح. فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا. وانتم مملوؤون فيه الذي هو راس كل رياسة وسلطان.

 

في آية 8 نرى الرسول يحذر من خطرين.. الفلسفة = أي الغنوسية وخطرها أنها تعلم أن الخلاص بدون دم المسيح.. والتهود = تقليد الناس هذه لا تعني التقاليد بصفة عامة، بل تعني تعاليم الآباء اليهود التي تخالف الناموس والتي هاجمها السيد المسيح (مت 15: 2، 6) وخطر هذه:

 

  1. أنها تخالف الناموس صراحة (مت15 : 3 ، 6 + مر7 : 8 ، 9 ، 13).
  2. وهناك خطر من إتباع الناموس حرفيًا دون روح الناموس،

 

وهذا يعود بنا للذبائح والختان والتطهيرات الجسدية.. إلخ وهذا ما يعلِّم به المتهودون، وهذا هو المقصود في هذه الآية من قوله تَقْلِيدِ النَّاسِ = أي ما يعلم به المتهودون من ضرورة الالتزام بحرف الناموس والارتداد لطقوس الناموس التي كانت رمزا للمسيح، فإذا جاء المرموز إليه يبطل الرمز.

 

بَاطِل = جوفاء وغاشة وخادعة تعد بالسعادة ولكن لا تعطيها. والرسول أسمى التهود تقليد الناس، لأنهم تمسكوا بتقاليد الناس أي آبائهم أكثر من تمسكهم بالناموس نفسه، وهذا ما قادهم لإنكار المسيح. أما الرسل وغيرهم من الذين آمنوا بالمسيح فهؤلاء قد تمسكوا بالناموس قلبيًا لإرضاء الله وليس لإشباع غرورهم وكبريائهم وإثبات برهم الذاتي، فأدركوا المسيح وإكتشفوه فغاية الناموس هو المسيح (رو 4:10).

 

حسب أركان العالم = كلمة أركان تشير لغويًا للحروف التي تتكون منها اللغة وهذه الكلمة تعني الأوليات. ويقصد الرسول أن هذه الفلسفات البشرية لا تتقدم إلى ما هو أبعد من معرفة المحسوسات والقشور الخارجية. ولذلك استخدم الرسول كلمة أركان العالم إشارة للعناصر الضعيفة أو الأوليات.

 

فالفلسفة أو الطقوس الناموسية لن توصل أحدًا لأن يعرف الله، فلن يعرف أحد الله إلا ّ بيسوع المسيح. فنحن صرنا أبناء لله بالمسيح يسوع، وصرنا قادرين أن نرى الآب حين نرى المسيح. وقوله وليس حسب المسيح = أي أن تقليد الناس والفلسفة مصدرهم ليس المسيح، بل تصورات الناس وهذه لا ترضي المسيح.

 

 المصدر: موقع الانبا تكلا