كولوسي 3: 5-6

 فاميتوا اعضاءكم التي على الأرض الزنى النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الأوثان. الأمور التي من اجلها يأتي غضب الله على أبناء المعصية.

 

أميتوا = يبدأ هنا دروسًا في السلوك العملي. وأميتوا لغويًا تعني اذبحوا ذبحًا مستمرًا، احسبوا أعضاءكم ميتة أمام شهواتكم، ألم تموتوا مع المسيح في المعمودية؟ إذًا حافظوا على هذا الموت عن العالم وشهواته "احسبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطية..." (رو11:6). ليظهر أمام العالم هذا الموت كطريق اختياري، ومن يفعل ينال معونة من الروح القدس، فالروح القدس هو قوتنا لإماتة شهواتنا "فإن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رو13:8). ولكن الروح لن يعين سوى من يجاهد، وذلك بأن يقف أمام الخطية كميت، ويقف أمام الله في الصلاة طالبًا المعونة.

 

أعضاءكم = ليس المقصود قطعًا أن نقطع ونذبح أعضاءنا الجسدية، بل الخطايا والشهوات التي نرتكبها بها. هذه مثل قول السيد "إن أعثرتك يدك فاقطعها" (مت30:5). أعضاءكم التي على الأرض =

 

1.  أي طالما نحن على الأرض ستتحرك الشهوات الخاطئة في أعضائنا.

 

2.  المقصود أن نحسب العضو الذي يشتهي شهوات أرضية، نحسبه عضوًا ميتًا. فلو استجبنا للشهوة الخاطئة الأرضية التي تعمل في هذا العضو لصار آلة إثم.

 

3.  أعضاء الجسد ليست نجاسة لكن المقصود أن لا نجعل العضو آلة في يد الإنسان العتيق أي الشهوات المنحرفة. ولكن علينا أن نجعل أعضاءنا آلات بر يستعملها الإنسان الجديد المولود في المعمودية، فاليد التي كانت تسرق تتحول ليد ترتفع في الصلاة، والعين التي كانت تشتهي إلى عين تدرس كلمة الله (رو13:6).

 

4.  من يتجاوب مع الشهوات الخاطئة يطفئ الروح ومن يتجاوب مع الروح القدس ويجعل أعضاءه آلات بر يمتلئ بالروح وتزداد معونة الروح القدس لهذا الإنسان. فالله أعطانا الروح القدس كمعين حتى لا تسود الخطية علينا. والموضوع في أيدينا: فمن يجاهد ليحفظ وصايا الله ويميت أعضاءه (أي شهواته أي يقف أمام الخطية كميت) يفرح به الروح ويعينه ومن يهمل يُحزن الروح ويطفئه ولا يجد معونة من الروح فقد أطفأهُ.

 

الزنا = راجع 1كو 18:6          

 

النجاسة = كل ما يتصل بالانحرافات الجنسية.

 

الهوى = الانفعال الجنسي السريع (التحرق) = عواطف وشهوات خاطئة بلا ضابط.

 

الشهوة الردية = الرغبة في إتمام الخطية وهي وليدة الهوى.

 

الطمع = اشتهاء ما للغير والرغبة في اقتنائه وعدم الاكتفاء بشيء وأسماه الرسول عبادة أوثان =

 

1.  يجعل صاحبه عبدًا للمال.

 

2.  تعلق القلب بالمال أو المقتنيات.

 

3.  الشعور بالاطمئنان مع زيادة المال، هنا جعل الإنسان المال إلهًا يضمن له المستقبل.

 

أبناء المعصية = هم من يعيشون في الخطايا السالف ذكرها.

 

 المصدر: موقع الانبا تكلا