فيلبي 1: 1-2

 بولس وتيموثاوس عبدًا يسوع المسيح إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع أساقفة وشمامسة. نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح".

 

بولس: بعد إيمان بولس اختار اسمه اليوناني (أما شاول فهو اسمه العبري). وبولس يعني "الصغير"، وربما يكون هذا لتواضعه أنه اختار اسم الصغير (أف8:3)، أو إعلانًا عن حياته الجديدة في المسيح يسوع فلقد استخدم اسمًا جديدًا، وربما لأنه صار رسولًا للأمم فقد استخدم الاسم اليوناني. والرسول هنا لم يصرِّح بلقبه الرسمي كرسول للمسيح كما فعل في معظم رسائله، فأهل فيلبي أصدقاء له لا يَشُكون فيه ولا في رسوليته وهكذا فعل في رسالته لأهل تسالونيكي. وتيموثاوس: هو مساعد بولس في كرازته لأهل فيلبي، وتيموثاوس معروف عندهم، ولكن كاتب الرسالة هو بولس فقط، فهو يستخدم ضمير المفرد المتكلم بعد ذلك، أما تيموثاوس فهو يرسل سلامه فقط. ومن تواضع بولس أن يذكر اسم ابنه معهُ على قدم المساواة. عبدا: فالمسيح اشتراهما بدمه، والمسيح حين يشتري أحدًا فإنه يحرره ويطلقه حرًا، بل يعتبره ابنًا، ولذلك اختار حتى أقرباء المسيح بالجسد (يعقوب ويهوذا) لقب عبد للمسيح (يع1:1) + (يه1)، ولم يقولا إخوة يسوع بالجسد فهم يعلمون أن العبودية للمسيح تحرر، أمّا العبودية للشيطان ففيها مذلة وهوان. العبودية لله تحرر والدليل أن الله يترك الملايين تنكره وتهين اسمه. بينما العبودية لأي شهوة تذل.

 

جميع القديسين في المسيح: قديس أي أفرز نفسه عن كل ما للعالم وصار للرب يسوع عبدًا مستعدًا دائمًا لطاعة أوامر سيده، خصص تفكيره وكل طاقاته له طالبا السماويات زاهدا في الأرضيات. ونحن إذ نشعر بمحبة المسيح نستعبد أنفسنا له، لمحبته.

 

في المسيح: تعبير خاص ببولس الرسول يشير للاتحاد بالمسيح والثبات فيه (بالإيمان والمعمودية...). ونلاحظ أنه لا قداسة إلا في المسيح يسوع.

 

أساقفة: كان لقب أسقف يطلق على القسوس [وقيل عن الرسل "قسوس" (1بط 1:5) وهذه مترجمة "شيوخ"]. ولقب قسوس يُطلق على الأساقفة (أع17:20، 28).

 

شمامسة: مع القسوس يساعدون الأسقف.

 

نعمة وسلام: نعمة: "خاريس" وهي التحية اليونانية بمعنى: أرجو أن تحصل على نعمة غنية تناسب حاجتك، فالنعمة هي عطية حسنة مجانية. وسلام: هي التحية عند اليهود. والمعنى أن يحل السلام على السامع كعطية إلهية.

 

والنعمة في المسيحية هي إشارة لكل البركات التي حَلَّتْ علينا بسبب تجسد المسيح وفدائه. وأعظم البركات التي حصلنا عليها هو الروح القدس، ومن ثماره السلام. وبولس تعوَّد على استعمال هذه التحية ليشير أن المسيح للجميع (يهودًا ويونانيين أي أمم). وهذه التحية كانت تنطق باللغتين اليونانية والعبرية خاريس شالوم (شالوم عبرية).

 

وفي المسيح وحده ننال النعمة من الآب كهبة مجانية لخلاصنا والتي بها نقتني السلام كدليل للعمل الخلاصي فينا أي المصالحة.

 

من الله أبينا والرب يسوع: الآب والابن في مساواة جوهرية يمنحان النعمة والسلام. والآب هو العامل الأول لخلاصنا بمحبته، والابن الكلمة عامل في خلاصنا بتجسده. (الآب يريد والابن والروح القدس أقنومي التنفيذ) والله هو أبينا (يو 12:1) ونصلي له قائلين أبانا.

 

 

 المصدر: موقع الانبا تكلا