فيلبي 1: 7-8

 كما يحق لي أن افتكر هذا من جهة جميعكم لأني حافظكم في قلبي في وثقي وفي المحاماة عن الإنجيل وتثبيته أنتم الذين جميعكم شركائي في النعمة. فإن الله شاهد لي كيف اشتاق إلى جميعكم في أحشاء يسوع المسيح”.

 

كما يحق لي أن أفتكر: يحق لي أن أفرح بكم، وأثق أن الله سيكمل معكم، هذا تعبير عن محبته لهم وثقته فيهم، وثقته في عمل الله معهم. حافظكم في قلبي هو يحملهم في قلبه، أي يذكرهم ويفكر فيهم ويصلي لأجلهم، ويفرح بأخبارهم المطمئنة، وينشغل وينزعج إذا سمع عن هراطقة يزعجونهم، ولم تشغله آلامه وقيوده واهتمامه بالكرازة في بيت قيصر عن أن يذكرهم ويصلي لأجلهم ويهتم بهم، هو أحب أهل فيلبي كنفسه.

 

وفي المحاماة عن الإنجيل وتثبيته: الله يحفظ إنجيله، وبولس يحامي عنه (وهكذا نحن) بأن يعلن الإيمان الصحيح ويرد على كل الهراطقة ليثبِّت التعاليم والإيمان الصحيح وتثبيته. وفي كل انشغاله هذا لم ينشغل عنهم فهم في قلبه ويذكرهم في صلواته.

 

شركائي في النعمة: المسيح مات وقام لأجلنا جميعًا، ونحن شركاء في كل ما تم الحصول عليه، وشركاء في حلول الروح القدس علينا جميعًا. حقًا ليس لأهل فيلبي نفس مواهب بولس، لكن الكل شريك في نعمة الخلاص بفداء المسيح وفي حلول الروح القدس عليه. لكن لكل واحد مواهبه بحسب العمل المطلوب منه.

 

في أحشاء يسوع: الأحشاء هي القلب والكبد. وقد عرفها القدماء أنها مركز العواطف والإحساس، وقوله أحشاء يسوع، أي أنه يحمل لهم محبة المسيح = أي محبة حقيقية وليست غاشة، محبة هي من ثمار الروح القدس، محبة فيها اشتياق لخلاصهم. ولأن المسيح يحيا في بولس صارت أعضاء وعواطف وفكر بولس هي أعضاء وعواطف وفكر يستعملهم المسيح فصارت أعضاء بولس آلات بر (رو6: 13)، وصارت محبة بولس لهم هي نفسها محبة المسيح لهم، ألم يقل الرسول إن له "فكر المسيح" (1كو16:2). وهكذا هنا نرى أن الرسول له نفس اشتياقات المسيح ومحبته نحو أهل فيلبي، وقوله في أحشاء يسوع أي أنها ليست عواطف بشرية.

 

وهذه المحبة التي يضعها المسيح في قلوبنا بالروح القدس (رو5:5) + (غلا 5: 22) هي غير العواطف الطبيعية البشرية. فالعواطف البشرية لها عيوب:

 

يمكن أن نحب إنسان أكثر من إنسان آخر.

 

هذه المحبة البشرية قد تتحول إلى كراهية وكم من القضايا في المحاكم بين أخوة وأقارب.

 

بل يمكن أن تكون العواطف البشرية سببًا في التصادم مع الله لو سمح الله بأي تجربة لمن نحبه.

 

أما المحبة التي يضعها الله في القلب، فهي محبة لله أولًا وهذه المحبة تكون أكثر من محبتنا لأي إنسان، ومحبة لكل إنسان حتى أعدائنا وهذه المحبة تسبب فرحًا يملأ القلب.

 

 

 المصدر: موقع الانبا تكلا